تتميز الظفرة، وهي اضطراب شائع في سطح العين، بوجود ورم ليفي وعائي يغزو القرنية من الملتحمة. تقدم هذه المقالة مراجعة علمية متعمقة للتسبب في المرض، وعلم الأوبئة، والمظاهر السريرية، وتشخيص وعلاج الظفرة. كما يقدم نظرة ثاقبة لاتجاهات البحث الحالية والعلاجات المستقبلية في هذا المجال.

مقدمة إلى الظفرة
الظفرة هي اضطراب مزمن وتقدمي لسطح العين وهو شائع بشكل خاص في المجموعات السكانية المعرضة لمستويات عالية من الأشعة فوق البنفسجية. غالبًا ما تعتبر حالة حميدة، إلا أن تطورها يمكن أن يؤدي إلى ضعف البصر ومشاكل تجميلية والتهابات متكررة.
وبائيات الظفرة
تؤثر الظفرة بشكل رئيسي على البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا، مع حدوث نسبة أعلى في المناطق القريبة من خط الاستواء. ترتبط الظفرة بزيادة التعرض للأشعة فوق البنفسجية، والعمل في بيئة خارجية، وجنس الذكور والعمر الأكبر. ويتراوح معدل انتشاره بين 0.7% إلى 33% في جميع أنحاء العالم، حسب الموقع الجغرافي والظروف المناخية والسكان الذين يتم فحصهم.
التسبب في الظفرة
على الرغم من أنه يُعتقد أن التعرض للأشعة فوق البنفسجية هو السبب الرئيسي، إلا أن التسبب الدقيق في المرض لا يزال غير مفهوم تمامًا. هناك علاقة قوية بين الإجهاد التأكسدي الناجم عن الأشعة فوق البنفسجية والالتهاب في تطور الظفرة. يؤدي الإجهاد التأكسدي إلى تلف الحمض النووي وحدوث طفرات فيه، مما يساهم في تكاثر الخلايا والالتهابات وتولد الأوعية، وهو جزء لا يتجزأ من تطور الظفرة.
تشير الأدلة الناشئة إلى أن نقص الخلايا الجذعية الحوفية، والالتهابات الفيروسية، مثل فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، والاستعداد الوراثي قد يساهم أيضًا في التسبب في الظفرة.
المظاهر السريرية للظفرة
قد يكون المرضى الذين يعانون من الظفرة بدون أعراض في المراحل المبكرة. ومع ذلك، مع تقدم الحالة، يمكن أن تشمل الأعراض التهيج والاحمرار والتمزق والإحساس بجسم غريب وعدم وضوح الرؤية. العلامة الأكثر شيوعًا هي وجود ورم ليفي ثلاثي الشكل لحمي يمتد من الملتحمة إلى القرنية، وعادةً ما يكون على جانب الأنف.
تشخيص الظفرة
يتم التشخيص بشكل سريري بشكل رئيسي، بناءً على المظهر المميز للآفة. بالنسبة للآفات غير النمطية أو الأورام الخبيثة المشتبه بها، مثل الأورام الحرشفية لسطح العين (OSSN)، قد يكون هناك ما يبرر إجراء فحص الأنسجة.
علاج الظفرة
العلاج الرئيسي للظفرة هو الاستئصال الجراحي. ومع ذلك، نظرًا لارتفاع معدلات التكرار (تصل إلى 88٪ في بعض الدراسات)، فقد تم تطوير تقنيات متعددة لتقليل التكرار، مثل زرع غشاء الملتحمة، وزرع الغشاء السلوي، واستخدام العلاجات المساعدة مثل ميتوميسين سي وبيفاسيزوماب.
تشمل التطورات الحديثة جراحة الظفرة ذات التدخل الجراحي البسيط واستخدام غراء الفيبرين بدلاً من الغرز. ومع ذلك، تحتاج هذه التقنيات إلى مزيد من التحقق من الصحة من حيث السلامة والفعالية على المدى الطويل.
البحوث الحالية والاتجاهات المستقبلية:
ركزت الدراسات الحديثة على البيولوجيا الجزيئية للظفرة لتطوير علاجات مستهدفة. يتضمن ذلك دراسة أدوار عوامل النمو والسيتوكينات والبروتينات المعدنية المصفوفية وعامل نمو بطانة الأوعية الدموية (VEGF).
ومن المتوقع أن تستكشف الدراسات المستقبلية العلاج الجيني والعلاج بالخلايا الجذعية والعلاجات الدوائية الجديدة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأبحاث حول استراتيجيات الحماية من الأشعة فوق البنفسجية، مثل تشجيع استخدام النظارات الشمسية التي تحجب الأشعة فوق البنفسجية، أن تساهم في جهود الوقاية.
ملخص
على الرغم من أن الظفرة تعتبر حالة حميدة في كثير من الأحيان، إلا أنها يمكن أن تؤدي إلى إزعاج كبير وضعف البصر. إن الفهم الأفضل لآلية المرض، إلى جانب التقدم في التقنيات الجراحية والعلاجات الجديدة، أمر ضروري لتحسين نتائج المرضى. تعد الاتجاهات البحثية المستقبلية واعدة، مع إمكانات كبيرة لتطوير علاجات واستراتيجيات وقائية أكثر فعالية واستهدافًا.
المؤلف: د. مايكل ميموني


















